الوضع المظلم
الأربعاء ١٥ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
إنهاء
استانا

بيان وزارة الخارجية الكازاخية بختام الجولة العشرون من "مسار أستانا" في يونيو 2023، والتي أعلنت نهاية المحادثات الثلاثية، مؤكدة تحقيق الهدف المنشود، بتحقيق النظام السوري للعودة إلى الجامعة العربية.

انتهاء الجولة العشرون من "مسار أستانا" من جانب كازاخستان جاء فجأة بالنسبة للدول المشاركة. قام المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، بالتأكيد على عدم ارتباط المسار بأي دولة محددة، وأعربت الدول المشاركة عن نيتها في عقد جولة جديدة للمحادثات في وقت لاحق.

يبدو أن كازاخستان أرادت من خلال إعلانها بشكل فردي عن نهاية دورها في استضافة المحادثات التخلص من ضغوطات محتملة من الولايات المتحدة، خاصة بعد تحول تركيز الدول المشاركة في "مسار أستانا" إلى آلية تنسيق أمني ضد تنظيم قسد المدعوم أمريكياً، والذي يسيطر على مناطق واسعة في شمال شرق سوريا. من المرجح أن واشنطن فرضت ضغوطاً خفية على كازاخستان لإنهاء المسار بهدف منع التنسيق وزعزعة نفوذ قسد، وزيادة الضغط على روسيا.

مع التطورات الدولية والإقليمية الناجمة عن المواجهات في قطاع غزة بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، أصبح من الضروري إعادة النظر في التنسيق الميداني والأمني المتعلق بسوريا.

بعد توقف "مسار أستانا" واندلاع المواجهات في غزة، استفادت إيران من الفرصة لتعزيز حضورها العسكري في سوريا، وزيادة نقل المعدات العسكرية والصواريخ، خصوصاً مع ضعف قنوات التنسيق الأمني والعسكري بين الدول المعنية بالملف السوري.

حاولت إيران خلال الأشهر القليلة الماضية توجيه جهودها العسكرية في سوريا ضد النفوذ الأمريكي، مما جعل واشنطن بحاجة ماسة إلى التنسيق لمواجهة التصعيد في المنطقة. من جهتها، زادت الاحتكاكات بين الميليشيات المدعومة إيرانياً والقوات التركية في إدلب، مما دفع أنقرة وطهران إلى العمل على ضبط الإيقاع ومنع التصعيد.

 

منذ البداية، لم تكن تركيا متحمسة لإنهاء "مسار أستانا"، خاصة بعد مطالبة إيران بتبديله بآلية تنسيق أمني تعترف بالنظام السوري كجزء متساوٍ، وظلت الدبلوماسية التركية تسعى لإقناع روسيا بالعودة إلى محادثات "أستانا"، خاصة مع دخول القوات التركية شمال سوريا بموجب الاتفاقيات السابقة، وزادت المخاوف من عمليات تصعيد إيرانية في إدلب.

في ظل الحديث عن احتمالية سحب الولايات المتحدة قواتها من سوريا، أصبح تعزيز التواصل بين الدول الثلاث المشاركة في "أستانا" ضرورياً، لتجنب التصادمات والصدامات في حالة الانسحاب الأميركي. في المجمل، لم تسفر جولة "أستانا" العشرون عن أي تطور جديد، ولكنها أكدت أهمية الآلية للاستمرار في تحقيق الاستقرار في سوريا وضبط النفوذ الدولي هناك.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!